2016-01-29

"الصلنج" على القائمة الحمراء!

"الصلنج" على القائمة الحمراء!
يبدأ موسم الصيد في لبنان على نطاق واسع في منتصف تشرين الأول من كل عام، مع وصول طلائع عصفور «الصلنج» في هجرته السنوية من المناطق الباردة في أقاصي أوروبا إلى دول حوض البحر الابيض المتوسط، لذلك نجد أن تركيز تجار أسلحة الصيد وذخائرها على الحملات الإعلانية يبدأ على نطاق واسع في هذه الفترة بالذات، إلى درجة أن بعض المحال التجارية والسوبر ماركت في قرى وبلدات المتن الأعلى راحت تعرض خرطوش الصيد على الرفوف كأي سلعة عادية!
صحيح أن الصيادين يشرعون في تحضير وتذخير بنادقهم قبل هذه الفترة، لاصطياد الورور والطيور الجارحة وبعض أنواع من الطيور المهاجرة ايضا كاللقلق (البجع) والخطُّف، إلا أن الموسم يظل دون ما يتمناه الصيادون. يقول أحدهم أنه يستهلك في كل رحلة صيد «أربع علب (80 خرطوشة)»، ويشير إلى ماكينة تقلد أصوات الطيور بقربه «الفضل يعود لهذه الآلة»، ويضيف: «ان بعض الصيادين استعملوا آلة تقليد أصوات الصلنج قبل سنوات عدة، وتمكنوا من اجتذاب أسرابها إلى حيث يتموضعون... وهم بذلك استأثروا بالحصة الاكبر من الصيد»، ويشير إلى أنه «بعد ذلك أصبحت الآلة ضرورية إذا ما أردت أن تحظى بصيد وفير».
ليس ثمة إحصائيات دقيقة حول عدد عصافير «الصلنج» التي تقتل سنوياً في لبنان، إلا أن ما يجمع عليه مناهضو الصيد أن الرقم يتخطى المليون سنوياً.
ويعكف علماء المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في فرنسا على دراسة الأصول الجغرافية لعصفور «الصلنج» واسمه العلمي Chaffinch، وقد أكدوا أن أعداده انخفضت بنسبة 84 بالمئة في الثلاثين عاماً الماضية ما جعله مهدّداً بالانقراض».
وقام العلماء باصطياد مجموعة من هذه العصافير، وحصلوا منها على 184 ريشة، وأرسلوها إلى كندا، بغية إجراء التحاليل عليها، وتحديد المنطقة الجغرافية التي أتوا منها. وأظهرت نتائج الأبحاث أن 80 بالمئة من هذه العصافير يأتي من روسيا، ورومانيا، وإنها لم تأتِ من الدول الاسكندنافية، كما كان يعتقد في الماضي.
وتوصل الباحثون الفرنسيون إلى أن تزويد مئات من ذكور هذه العصافير بجهاز «فوتومتر»، يقوم بتسجيل اليوم والساعة وتتبع الطريق الذي تسلكه هذه الطيور، على بعد 100 كيلومتر، يساعد العلماء على تحديد موطنه الأصلي.
ويذكر أن لجنة مناهضة ذبح الطيور (CABS) Committee Against Bird Slaughter كانت قد أصدرت تقريراً عن «مجزرة تنظمها الدولة في ايطاليا، حيث ضغط اللوبي المؤيد لصيد الطيور في مناطق لومباردي وتوسكاني وفينيتو من الجناح الأيمن الشعبي ومن مؤيدي برلسكوني لإصدار قانون يسمح بالصيد خارج الفترات المسموح بها وهي تستهدف عصفور «الصلنج».
وذكرت CABS ان الصيد القانوني وغير القانوني وباستعمال شرك من الطيور الحية المصابة، قد قضت على ما يزيد عن 650 الف طير في اللائحة الممنوعة من الصيد و20 مليون طير من الطيور غير المحمية. وينتقد هاينز شوارتز رئيس (CABS) هذا بحيث «يجعل الجهود المبذولة للحفاظ على الطيور التي اتخذتها ألمانيا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي مجرد مهزلة».
وفي لبنان يؤكد أكرم الدبس (صياد سابق) أنه «تراجعت كثيراً أعداد الصلنج فقبل 20 سنة كانت أسرابها أكبر وتمر بكثرة أيضاً كفترة زمنية بين السرب والآخر».
ويشير الدبس إلى «اننا نقتل إناث الصلنج لانه نادراً ما تكون الذكور في عداد الأسراب المهاجرة»، وقال «هذا الامر كان دائماً مثار اهتمامي لجهة عدم هجرة الذكور إلى أن وجدت على «موقع الطيور البريطانية» على الانترنت أن الهجرة الجزئية لبعض الطيور ومن ضمنها الصلنج تطال الإناث بشكل خاص ومواليد السنة الأولى من اليافعين، وأن الهرمونات الجنسية تلعب دوراً مهماً، ولكنّ هناك ميلاً لدى الإناث والعصافير اليافعة أقوى للهجرة من الذكور التي تفضل البقاء في مواطن التزاوج لذا لا نجد إلا القليل من الذكور في حالات الصيد».
وأشار الى أنه «في مرات قليلة كنا نصطاد صلنج أكبر حجماً بألوان زاهية وكنا نظن أنه قائد السرب ونطلق عليه (ديك الصلنج)، ولم نكن نعلم أنه من بين الطيور القليلة من الذكور التي تمر بأعداد قليلة جداً».
وسط الواقع القائم، يبدو أن «الصلنج» في طريقه إلى الاندثار، وثمة مفارقة أنه خلال إعداد هذا التحقيق، أدرج «الاتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة والمصادر الطبيعية» على القائمة الحمراء للحيوانات المهددة بالخطر في 26 تشرين الثاني 2013 نتيجة الصيد الجائر.


السفير

"الصلنج" على القائمة الحمراء!

website20conversion20button1.194110414_std




ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق